1.25 ما هو المغزى من قصّة أيوب؟
كان أيّوبَ يتمتّعُ بحياةٍ جيدةٍ ويثقُ بالله تمامًا ، ولكن بعد ذلك حدثت له أشياءٌ كثيرةٌ مروّعةٌ (على سبيلِ المثالَ ، فقدَ جميعَ أبنائه وأصبح مريضاً). على الرغمِ من مصيرهِ الرهيبِ ، استمرَّ في الثقةِ بالله. الأشياءُ الشريرةُ [> 1.35] في حياتهِ جاءت من الشيطانِ، الذّي إعتقدَ أنّ أيّوبَ يؤمنُ فقط لأنَّ حياتهُ كانت جيّدةً (أيوب 1: 6-12)
فعلَ الشيطانُ كلَّ ما في وسعهِ ليُفقدَ أيوّبَ إيمانهُ ، لكنَّ أيوّبَ إستمرَّ في الوثوق بالله وحدهُ. تمّت مكافأةُ مثابرتهِ أخيرًا: بعد أن استسلمَ الشيطانُ ، باركَ الله حياةَ أيوّبَ (أيوب. 42:12). بالنسبةِ لنا أيضًا ، الرسالةُ هي أنَّ الثقةَ بالله تكافَأ في النهايةِ ، الآن على الأرضِ [> 4.1] أو لاحقًا في السماءِ [> 1.45]. على الرغمِ من المعاناةِ [> 1.37] التّي نراها ونختبرها كلَّ يومٍ في هذا العالم ، فإنَّ حياتنا ومعاناتنا ليست بلا معنى ، بفضلِ محبّةِ الله [>1.26].
]
أيوب 1: 6-12
و إتفق يوماً أن دخل بنو الله ليَمثُلوا أمام الرّب، ودخل الشيطان أيضاً بينهم. فقال الرّب للشيطانِ :" من أينَ أقبلتَ؟" فأجاب الشيطانُ و قال للرّبِ: " من الطوّافِ في الأرض و التردّدِ فيها." فقال الرّب للشيطانِ:" أملتَ بالكَ اإلى عبدي أيّوب؟ فإنّه ليس لهُ مثيلٌ في الأرضِ. إنّنه رجلٌ كاملٌ مستقيم يتّقي الله و يجانبُ الشرَّ." فأجاب الشيطان و قال للرّبِ:" أمجّاناً يتّقي أيوبُ الله؟" ألم تكن سيّجتَ حولهُ و حول بيتهِ وحول كلِّ شيءٍ له من كلِّ جهة، و قد باركتَ أعمال يديه، فإنتشرت ماشيته في الأرضِ. ولكن أُبسطْ يديك وأمسس كلّ ما له فترى ألا يجذّفُ عليكَ في وجهكَ." فقال الرّب للشيطان :"ها أنّ كلَّ شيءٍ له في يديكَ، ولكن إليه لا تمدُدْ يَدَك."
و خرج الشيطان من أمام وجه الرّب.
سفر أيوب 42 : 12
و باركَ الرّب آخرةَ أيّوبَ أكثر من أولادهِ. فكان له من الغنمِ أربعةَ عشرَ ألفاً، ومن الإبل ستّة آلافٍ، و ألفُ فدّانٍ من البقر وألفُ أتان.
باستطاعة الإنسان أن يسأل الله عن [معنى الألم]، وهو مضطرب الخاطر، ذاهل العقل، قلق البال. وينتظر الله السؤال ويستمع إليه، على ما نرى في وحي العهد القديم. وقد أوضح سفر أيوب هذا السؤال إيضاحاً تامّاً. [البابا يوحنّا بولس الثّاني، الألم الخلاصي، رقم 10]