4.43 هل يُسمح لك باستخدام القوّة للدفاعِ عن نفسك؟
إنه واجب مسيحي أن نحمي الحياة التي نلناها من الله. يمكن استخدام القوة أو العنف إذا لزم الأمر للدفاع عن نفسك أو الآخرين [> 4.44]. يجب أن تكون القوة المستخدمة دائمًا متناسبة مع الهجوم.
نحن ملتزمون دائمًا بواجب الدفاع عن الآخرين. باتباع مثال يسوع يمكنك اختيار التضحية بحياتك من أجل شخص آخر. قال يسوع لتلاميذه: " من لطمك على خدك الأيمن فاعرض له الآخر " (متى 5: 39). هو نفسه رد على العنف بالحب والتضحية.
← إقرأ المزيدَ في الكتابِ [أطلبه في اللّغة العربيّة]
متى 5: 39
سمعتم أنه قيل: "العين بالعين والسن بالسن". أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشرير، بل من لطمك على خدك الأيمن فاعرض له الآخر
لماذا يجب احترام الحياة البشريّة؟
لأنّ حياة الإنسان مقدّسة. فهي منذ الأصل اقتضت عمل الله في الخلق، وهي تبقى أبدًا على علاقة خاصّة بالخالق غايتها الوحيدة. وليس لأحد أن يدمّر مباشرة كائنًا بشريًّا بريئًا، لأنّ ذلك يتعارض بوجه خطير وكرامة الشخص البشريّ وقداسة الخالق : "البريء والبارّ لا تقتلهما" (خروج 23 : 7). [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 466]
عمَّ تنهى الوصيّة الخامسة؟
تنهى الوصيّة الخامسة، عن الأمور الآتية بكونها مناقضة بوجه خطير للشريعة الأخلاقيّة : القتل المباشر وعن عمد، والمشاركة فيه. والإجهاض المباشر، كغاية أو وسيلة، والمشاركة في هذا الفعل، مع عقوبة الحرم بما أنّه من الواجب الدفاع عن الشخص البشريّ وحمايته على وجه مطلق في سلامة كيانه. والقتل الرحيم (الأوتانازيا) المباشرة التي تقوم على وضع حدّ، بفعل أو بإهمال فعل مطلوب، لحياة أشخاص معاقين أو مرضى أو مشرفين على الموت. والانتحار، والمساعدة الإراديّة فيه لأنّه إهانة جسيمة لمحبّة الله، ومحبّة الذات ومحبّة القريب على وجه صحيح. أمّا المسؤوليّة فقد تتفاقم بسبب المعثرة أو تتناقص بسبب اضطرابات نفسيّة خاصّة أو خوف شديد. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 470]
لماذا لا يناقض الدفاع المشروع عن الأشخاص وعن المجتمع هذه القاعدة المطلقة؟
بالدفاع المشروع يُختار الدفاع عن النفس وتعزيز الحقّ في الحياة، الخاصّة بالشخص أو بآخرين ولا يُختار القتل. ومَن يحمل المسؤوليّة عن حياة الآخرين قد يكون الدفاع المشروع أيضًا واجبًا خطيرًا عليه. إلّا أنّ ذلك يقضي بأن لا يُستعمل من العنف ما يزيد على الضروريّ. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 467]
لماذا لا يجوز لأحد أن ينتزعَ الحياة لا من نفسِه ولا من آخرين؟
الله وحده هو سيّدُ الحياة والموت. فبغضّ النظرِ عن الدفاع الضروريّ عن النفس، لا يجوز لأيِّ إنسان أن يقتل إنسانًا.
إنّ المساسَ بالحياة جرمٌ أمام الله. حياة الإنسان مقدّسة. أي إنّها لله، وهي مِلكه. وحتّى حياتنا عينها هي فقط وديعة عندنا. فالله هو نفسُه منحنا الحياة، ويحقّ له وحدَه أن يعودَ فينتزعَها منّا. جاء في سِفر الخروج حرفيًّا : "لا تقتل" (خروج 20 : 13). [يوكات 378]
أيُّ أعمالِ القتل تنهي عنها الوصيّة الخامسة؟
يطاولُ النهيُ عن القتلَ والمساعدةَ على القتل، والقتلَ في الحرب، وإجهاضَ إنسان منذ الحمل، والانتحارَ وقطعَ الأعضاء، والقتل الرحيم، أي قتلَ أشخاصٍ معوّقين ومرضى ومنازعين.
كثيرًا ما يبرّر القتل في هذه الأيّام باللجوء إلى دلائلَ تبدو إنسانيّة. ولكن لا القتل الرحيم ولا الإجهاضُ هما حلّان إنسانيّان. لذلك تعلن الكنيسة في مثل هذه القضايا موقفَها بوضوح تامّ. فمن يشترك في عمليّة إجهاض أو يرغم عليها إنسانًا آخرَ أو ينصحُه بها، فهو محروم تلقائيًّا. أمّا حين ينتحر شخصٌ مريضٌ نفسيًّا، فتكون المسؤوليّةُ محصورة في بعض الأحوال، وغالبًا ما تكون لاغية. [يوكات 379]
لماذا يجوز، في حال الدفاع عن النفس، القبول بحصول قتل الآخر؟
من يعتدي على حياة الآخرين يجب ردعُه، حتى وإن أدى ذلك الى قتل المعتدي.
الدفاعُ عن النفس ليس حقًّا بل واجبًا لمن يتحمّلُ المسؤوليّة عن حياة آخرين. ولكنّ وسائلَ الدفاع عن النفس لا يجوز أن تتخطّى حدودَ مهمّتها. [يوكات 380]
لكلّ شعب وكلّ حكومة الحقّ والواجب في حماية الوجود والحرّيّة بالوسائل المناسبة ضدّ المعتدي الظالم. لكنّ الحرب تبدو أكثر فأكثر الوسيلة الأكثر بربريّة والأقلّ فاعليّة لحلّ النزاعات بين بلدين أو لاكتساب السلطة في بلد الشخص المعني... ألا ينبغي خفض الأسلحة إلى مستوى يتوافق مع الدفاع المشروع، مع التخلّي عن تلك التي لا يمكن إدراجها بأيّ شكل من الأشكال في هذه الفئة؟ [البابا يوحنّا بولس الثاني، إلى السلك الدبلوماسيّ، 10 كانون الثّاني 1987]