3.48 هل يسوعُ حاضرٌ حقيقةً في القربان المقدّس؟ ما هو التكريس؟
خلال القداس ، يتم إحضار الخبز (القرابين) والنبيذ إلى المذبح [> 3.21]. يتلفَّظ الكاهن بنفس الكلمات التي قالها يسوع في العشاء الأخير عندما أسس الإفخارستيا [> 3.30]. هذه اللحظة في الاحتفال الإفخارستي تسمى "التكريس".
في هذه اللحظة، يتحول الخبز والخمر إلى جسد ودم يسوع. هذا ليس مجرد رمز، فالتحول يحدث في الحقيقة. إذا نظرت إلى القربان بعيون الإيمان ، يمكنك التعرف على جسد ودم يسوع في ما يبدو في البداية أنه خبز وخمر [> 3.44]. في تطبيق #TwGOD [> التطبيق] ستجد كلمات التقديس والنصوص القياسية الأخرى للقداس بالعديد من اللغات.
بأيّ معنى تكون الإفخارستيّا تذكار ذبيحة المسيح؟
الإفخارستيّا هي تذكار بمعنى أنّها تجعل الذبيحة التي قدّمها المسيح لأبيه مرّة واحدة، على الصليب، لأجل البشريّة، حاضرة وموجودة آنيًّا. وطابع الذبيحة في الإفخارستيّا يتبيّن في كلمات التأسيس نفسها : "هذا هو وجسدي يُبذل لأجلكم" و"هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي المُراق لأجلكم" (لوقا 22 : 19-20). ذبيحة الصليب وذبيحة الإفخارستيّا هما ذبيحة واحدة. الضحيّة ومَن يقدّمها متماهيان. طريقة التقديم وحدها تختلف : الذبيحة دمويّة على الصليب، وغير دمويّة في الإفخارستيّا. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 280]
كيف يكون المسيح حاضرًا في الإفخارستيا؟
يسوع المسيح حاضر في الإفخارستيا بطريقة فريدة لا تضاهى. إنّه حاضر بشكلٍ حقيقيّ وجوهريّ، بجسده ودمه ، بروحه وألوهيّته. في الإفخارستيّا، هو إذن حاضر بطريقة سرّية، بشكل الخبز والخمر الإفخارستيّين ، المسيح كليًا وجامعًا ، الله والإنسان. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 282]
ماذا يعني التحوّل الجوهريّ؟ (transsubstantation)
التحوّل الجوهريّ يعني تغيّر كل جوهر الخبز إلى جوهر جسد المسيح، وكل جوهر الخمر إلى جوهر دمه. وهذا التغيّر يتمّ أثناء الصلاة الإفخارستيّة، بفاعليّة كلمة المسيح وفعل الروح القدس. بيد أنّ المظاهر الحسّيّة للخبز والخمر، أي "الأشكال الإفخارستيّة" تبقى بلا تغيير. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 283]
كيف يحضرُ المسيح عندما يُحتَفَل بالإفخارستيّا؟
المسيح هو الحاضرُ حقًّا وفعلًا في ← سرّ الإفخارستيّا، ولكن بطريقة سريّة. فطالما تتمّمُ ← الكنيسة وصيّةَ يسوع "إصنعوا هذا لذكري" (1 كور 11 : 24)، وطالما تكسر الخبزَ وترفعُ الكأس، فالأمرُ نفسُه يحدثُ اليوم كما حدث قديمًا : وهو أنّ يسوعَ يهَبُ ذاتَه لنا، ونحن نشترك بطريقةٍ فعليّة معه. فذبيحةُ المسيح الفريدةُ على الصليب التي حدثت مرّة ولا تتكرّر، يتمُّ على المذبح وبها خلاصُنا. [يوكات 216]
يجب أن تعرف ما تسلّمتَه وما ستتسلّمُه وما لا بدّ أن تتسلّمَه يوميًّا. الخبز الذي تراه على المذبح المقدَّس بكلمة الله هو جسد المسيح. تلك الكأس، أو بالأحرى ما تحمله تلك الكأس المقدَّسة بكلمة الله ، هو دم المسيح. بهذه الحوادث أراد الربّ أن يأتمنَنا على جسده ودمه المسفوكين لمغفرة الخطايا. [القدِّيس أوغسطينوس، العظات، رقم 227 (ML 38, 1099)]
لنشترك إذًا بكل ثقة في جسد المسيح ودمه. لأنه في شكل الخبز يعطي جسده لك، وفي شكل الخمر دمه، حتى بمشاركتك جسد المسيح ودمه تتحد في نفس االجسد ونفس الدم معه، لأنه هكذا نحمل المسيح في داخلنا. الآن جسده ودمه وُزِّعا في أعضائنا. وهكذا حسب قول المطوّب بطرس "أصبحنا شركاء الطبيعة الإلهيّة (2 بط 1 : 4) [القديس كيرلس الأورشليمي، مقالات عن الأسرار الكنسيّة 22 : 3 (MG 33, 1100)]