2.19 لماذا كان المسيحيون مضطهدين من قبل الرومان؟
سنة 64 اتّهم الامبراطور "نيرون" المسيحيّين بالمبادرة إلى إشعال النار التي دمّرت قسماً كبيراً من روما. لقد وجّه هذا الإتّهام إليهم كي يدحض الإشاعات التي نَسَبَت إليه البدء بهذا الحريق. مسيحيّون عديدون، بمَن فيهم بطرس وبولس، ماتوا كَشُهَدَاء [> 2.18] خلال الإضطهاد الذي تلا هذا الحريق. المَسيحيّون تَعَرَّضوا أيضًا للإضطهاد [> 2.43] في عُصورٍ لاحِقَة [> 2.46].
مشكلة الأباطِرة الرومان كانت أنَّ المسيحيِّين رفضوا أن يتخلّوا عن إيمانِهم ويعتبروا الامبراطور إلهًا من بين الآلهة الرومانيّين الآخرين ويعبدوه، وهو أمرٌ كان يُعتَبَر واجبًا على المواطن الرومانيّ آنذاك. أثناء حكم الامبراطور داكيوس (Decisu) (٢٤٩-٢٥١م) ، عشراتُ الآلاف من المسيحيِّين ماتوا لأنهم رفضوا أن يطيعوا أمرَهُ لِعبادته مع الآلهة الرومانيّين. ديوكلتيان (Diocletian) (٢٨٤ – ٣٠٥م) كانَ من بين الأباطرة الرومان الآخرين الذين أرادوا أن يدمّروا الكنيسة، إلَّا أنَّهُ لَم يَنجَح في ذلك.
أكتب إلى جميع الكنائس لأخبرها بأنني، من كل قلبي، مُستَعِدّ لأن أموت من أجل الله – إلَّا إذا منعتموني أنتم من القيامِ بذلك. ألتمس منكم ألا تقوموا بإحسانكم في الوقت الخطأ. اسمحوا لي بأن أُلقَى إلى الوحوشِ البَرِّيَّة؛ من خلالها يمكنني الوصول إلى الله. أنا قمحُ الله. أنا مطحون بأسنان الوحوش البرية وهكذا أُصبِحُ في النهاية خبزًا طاهرًا للمسيح. [القديس أغناطيوس الأنطاكي، رسالةٌ إلى الرومان ، الفصل 4 (MG 5, 689)]