1.19 هل عليَّ اتِّباعُ جميعِ القواعِدِ في الكتابِ المقدّس؟
لم يأتِ يسوع إلى الأرض لإلغاء شريعة العهد القديم، بل لإكمالها. يلقي العهد الجديد [> 1.17] ضوءًا جديدًا على العهد القديم. بعض قوانين التوراة لم تعد مطبّقة لأنّ يسوع أعطانا قانونًا أعلى، قائم على حب جارك. يخبرنا يسوع، على سبيل المثال، أن حب أعدائنا أفضل من السعي للانتقام عندما يحدث لنا شيء سيء.
قوانين أخرى، مثل الوصايا العشر [> 4.9]، لا تزال سارية. تساعدنا الكنيسة، بإرشاد من الروح القدس، على إدراك أي القوانين لا تزال تنطبق علينا والتي لا تنطبق [> 2.13].
لماذا يعلّم الكتاب المقدّس الحقيقة؟
لأنّ الله نفسه هو واضع الكتاب المقدّس. إنّه إذن موحى به ويعلّم الحقائق الضروريّة لخلاصنا دون خطأ. فالروح القدس ألهم الكُتّاب البشريّين، الذين دوّنوا ما أراد الله أن يعلّمنا. ومع ذلك فالإيمان المسيحيّ ليس "دين كتاب" بل دين "كلمة" الله، "لا دين كلمة مكتوبة وخرساء، بل دين الكلمة المتجسّد والحيّ" (القديس برنردوس) [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 18]
كيف يمكن أن يكون الكتاب المقدّس “حقيقة”، عندما لا يكون كلّ ما فيه صحيحاً؟
لا يريد ← الكتاب المقدّس ان ينقل إلينا دقّة تاريخيّة أو معارفَ علميّة طبيعيّة. هكذا كان الكُتّابُ، أبناءُ زمنهم، يشاطرون التصورّات الثقافيّة لمحيطهم، وكانوا في بعض الأحيان أسرى مغالَطاته. لكنّ كلَّ ما على الإنسان معرفتُه عنِ الله وعن طريق الخلاص، يجده بضمانة لا خطأ فيها في الكتاب المقدّس. [يوكات 15]
ما هي الوحدة القائمة بين العهدين القديم والجديد؟
الكتاب المقدّس واحد إذ إنّ كلمة الله واحدة وقصد الله الخلاصيّ واحد، والوحي الإلهيّ واحد في هذا العهد وذاك. العهد القديم يهيئ الجديد، والعهد الجديد يتمّم القديم. وفي الواحد منهما إيضاح للآخر. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 23]
ما أهميّة العهد القديم في نظر المسيحيّين؟
في ← العهد القديم يُظهر الله ذاتَه خالقاً وحافظاً للعالم وقائداً ومربّياً للبشر. أسفار العهد القديم هي كلمة الله وكتابٌ مقدّس أيضاً. من دون العهد القديم لا يستطيع المرءُ أن يفهمَ يسوع.
في ← العهد القديم يبدأ تاريخٌ كبيرٌ لتعلّم الإيمان الذي يأخذ في ← العهد الجديد منحىً حاسماً ويبلغ الهدف مع نهاية العالم ومجيء المسيح الثاني. مع ذلك إنّ العهدَ القديمَ هو أبعدُ بكثير من مجردّ مقدّمة للجديد. إن الوصايا والنبوءات لشعب العهد القديم، والوعودَ التي ضُمَّنت فيه من أجل جميعَ البشر، لا مجالَ للتراجع عنها. في كتب العهد القديم كنزٌ لا يُستعاضٌ عنه من الصلوات والحكمة وخصوصاً المزاميرَ التي هي جزءٌ من صلاة الكنيسة اليوميّة. [يوكات 17]
ما أهميّة العهد الجديد في نظر المسيحيّين؟
في ← العهد الجديد يكتمل ← الوحيُ الالهيّ. الأناجيل الأربعة كما وضعها متى ومرقس ولوقا ويوحنا هي بمثابة لبّ للكتاب المقدّس، وهي الكنزُ الأثمنُ للكنيسة. فيها يُظهرُ ابنُ الله نَفسَهُ، كيف هو وكيف يلاقينا. في أعمال الرسل نطّلع على انطلاقة الكنيسة وعلى عمل الروح القدس. في الرسائل الرسوليّة توضعُ حياة البشر بكلَّ أوجهها في نور المسيح. وفي الرؤيا نتوقّع نهاية الأزمنة.
المسيح هو كلُّ ما أراد اللهُ ان يقولَه لنا. مجملُ ← العهد القديم يحضّر تجسُّدَ ابنِ الله. كل وعود الله تجد اكتمالّها في المَسيح. أن تكون مسيحياً يعني أن تتّصلَ على الدّوام بشكل أعمق بحياة المسيح. لهذه الغاية، على المرء أن يقرأ الإنجيلَ ويعيشَه. مدلين دلبريل (Madeleine Delbrel) تقول: “بواسطة كلمته يقول لنا اللهُ من هو وماذا يريد. يقول ذلك في شكلٍ نهائيًّ، وكلَّ يوم بيوم. إذا أخذنا إنجيلنا بيدنا، علينا ان نفكّرَ في أن الكلمة، الذي يريد أن يصير فينا جسداً، يقيم فيه ويرغب بأن يستحوذ علينا لكي نحيا بواسطته حياته مجدّداً في مكانٍ جديد، وفي زمنٍ جديد، وفي محيط إنسانيّ جديد”. [يوكات 18]
ربنا يسوع المسيح، كما قال هو نفسه في الإنجيل، أخضعنا لنيره وعبئه، الذي هو نور. لذلك، فرض على مجتمع شعبه الجديد واجب ... كل ما هو موصى به في الكتابات الكنسيّة، باستثناء تلك الأعباء الموجودة في كتب الشريعة، والتي فرضت على الشعب القديم عبوديّة في الوفاق مع شخصيتهم والأوقات النبوية التي عاشوا فيها. [القديس أغسطينوس، رسائل، رقم 54 (ML 33, 200)]