1.21 ألَيسَت قصصُ الكتابِ المقدّسِ غيرُ معقولةِ ومجّرَّدَ قصص خرافيّة ؟
بعضُ القصصِ في الكتابِ المقدسِ ذاتُ طبيعةٍ شعريةٍ ، مثلُ الأمثالِ التي إستخدمها يسوعُ لشرحِ رسالتهِ بوضوحٍ. الأهمُ من طرحِ السؤال عمّا إذا حدثت فعليّاً كما تم وصفها هو معناها الأعمقُ. إنها ليست مجردِ حكاياتٍ خرافيةٍ
يحتوي الكتاب المقدس على قدر كبير من المعلومات التاريخية عن الأشخاص ،الأماكن والأحداث. تحتوي جميعُ القصصِ في الكتابِ المقدسِ على نفسِ الرسالةِ الرئيسيّةِ [> 1.27]: محبةُ اللهِ غيرِ المشروطةِ لنا.
ما هي الوحدة القائمة بين العهدين القديم والجديد؟
الكتاب المقدّس واحد إذ إنّ كلمة الله واحدة وقصد الله الخلاصيّ واحد، والوحي الإلهيّ واحد في هذا العهد وذاك. العهد القديم يهيئ الجديد، والعهد الجديد يتمّم القديم. وفي الواحد منهما إيضاح للآخر. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 23]
ما أهميّة العهد القديم في نظر المسيحيّين؟
في ← العهد القديم يُظهر الله ذاتَه خالقاً وحافظاً للعالم وقائداً ومربّياً للبشر. أسفار العهد القديم هي كلمة الله وكتابٌ مقدّس أيضاً. من دون العهد القديم لا يستطيع المرءُ أن يفهمَ يسوع.
في ← العهد القديم يبدأ تاريخٌ كبيرٌ لتعلّم الإيمان الذي يأخذ في ← العهد الجديد منحىً حاسماً ويبلغ الهدف مع نهاية العالم ومجيء المسيح الثاني. مع ذلك إنّ العهدَ القديمَ هو أبعدُ بكثير من مجردّ مقدّمة للجديد. إن الوصايا والنبوءات لشعب العهد القديم، والوعودَ التي ضُمَّنت فيه من أجل جميعَ البشر، لا مجالَ للتراجع عنها. في كتب العهد القديم كنزٌ لا يُستعاضٌ عنه من الصلوات والحكمة وخصوصاً المزاميرَ التي هي جزءٌ من صلاة الكنيسة اليوميّة. [يوكات 17]
ما أهميّة العهد الجديد في نظر المسيحيّين؟
في ← العهد الجديد يكتمل ← الوحيُ الالهيّ. الأناجيل الأربعة كما وضعها متى ومرقس ولوقا ويوحنا هي بمثابة لبّ للكتاب المقدّس، وهي الكنزُ الأثمنُ للكنيسة. فيها يُظهرُ ابنُ الله نَفسَهُ، كيف هو وكيف يلاقينا. في أعمال الرسل نطّلع على انطلاقة الكنيسة وعلى عمل الروح القدس. في الرسائل الرسوليّة توضعُ حياة البشر بكلَّ أوجهها في نور المسيح. وفي الرؤيا نتوقّع نهاية الأزمنة.
المسيح هو كلُّ ما أراد اللهُ ان يقولَه لنا. مجملُ ← العهد القديم يحضّر تجسُّدَ ابنِ الله. كل وعود الله تجد اكتمالّها في المَسيح. أن تكون مسيحياً يعني أن تتّصلَ على الدّوام بشكل أعمق بحياة المسيح. لهذه الغاية، على المرء أن يقرأ الإنجيلَ ويعيشَه. مدلين دلبريل (Madeleine Delbrel) تقول: “بواسطة كلمته يقول لنا اللهُ من هو وماذا يريد. يقول ذلك في شكلٍ نهائيًّ، وكلَّ يوم بيوم. إذا أخذنا إنجيلنا بيدنا، علينا ان نفكّرَ في أن الكلمة، الذي يريد أن يصير فينا جسداً، يقيم فيه ويرغب بأن يستحوذ علينا لكي نحيا بواسطته حياته مجدّداً في مكانٍ جديد، وفي زمنٍ جديد، وفي محيط إنسانيّ جديد”. [يوكات 18]
لقد درستم الكتاب المقدس الذي يحوي بين دفتيه الحق، والموصى به من الروح القدس، وتحققتم أنه ليس شيئاً منحرفاً أو خاطئاً مكتوب فيه. [القديس اكليمندس الروماني، الرّسالة إلى أهل كورنتس، الفصل 45 (MG 1, 300)]