2.13 كيف يُمكنني التأكّد أنَّ الكنيسة تقول الحقيقة؟
لقد أسّس يسوع الكنيسة وائتَمَنَ القدّيس بطرس والرسل الآخرين وخلفاءَهم على قيادتها [> 2.1]. شدّد يسوع كثيراً على تسمية الكنيسة "عمود الحق وركنه " (1 تيم 3، 15). لكي يستطيع الرّسل المحافظة على كلِّ ما قال يسوع وما فعلَه، ويعملوا به من غير أخطاء، أرسَلَ لهم يسوع الروح القدس [> 1.31].
اليوم، تَفهَم الكنيسة بصورةٍ أكيدةٍ وبشكلٍ أفضل عناصرَ إيمانها المتعددة ويعود هذا الفهمُ إلى مساعدة الروح القدس الدائمة لها. مع أنّ الأفراد في الكنيسة يمكن أن يرتكبوا خطيئةً، إلاّ أن الكنيسة نفسها هي من غير خطايا، فَهِيَ لَيسَت مؤسَّسة بَشَرِيَّة بَحْت. هكذا، يمكنك أن تصدّق الكنيسة لأنَّ الرّوح القدس هو الذي يوجّهها إلى الحقيقة كلّها.
1 تيم 3، 15: فإذا أبطأت فاعلم كيف تتصرف في بيت الله، أعني كنيسة الله الحي، عمود الحق وركنه.
لماذا تُدعى الكنيسة "رسوليَّة"؟
ألكنيسة رسولية بأصلها لأنها "بُنِيَت على أساس الرُّسُل" (أفسس ٢، ٢٠)، وبتعليمها الذي هو تعليم الرسل، وهيكليتها لأنها بُنِيَت، وقُدِّسَت، وَتَأسَّسَت، حتى عودة المسيح، على يد الرُّسل، وَبِفضل خُلَفائهم الأساقفة الذين في شركة مع خليفة بطرس. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 174]
ما مَعنى أنَّ الكنيسة "مُقَدَّسَة"؟
الكنيسة مقدسة لأنَّ الله القدوس منشؤها. والمسيح بذل نفسه لأجلها ليقدّسها ويجعلها مقدَّسة. والروح القدس يحييها بالمحبة، وفيها يوجد ملء وسائل الخلاص. القداسة هي دعوة كل واحد من أعضائها وغاية كل عمل من أعماله. والكنيسة تضم في حضنها مريم البتول وعددًا لا يُحصى من القدّيسين الّذين هم أمثلة لها وشفعاء. وقداسة الكنيسة هي ينبوع التقديس لأبنائها الذين يعترفون كلُّهم بأنهم، على الأرض، خطأة، ويفتقرون دومًا إلى التوبة والتطهير. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 165]
إنَّ تعليم الكنيسة واحِد في كل مكان، وَمُستَمِرّ في مسارٍ مُتَساوٍ، ويتلَقَّى شهادة من الأنبياء والرسل وكُلّ التلاميذ... هذا النِّظام الرّاسخ هو حَرفيًّا ما يَقودُ الإنسان إلى خَلاصِهِ، هذا إيماننا. [القديس إيرناوس، من كتاباتِهِ ضدّ الهرطقات، الكتاب الثالث، الفصل 24 (MG 7, 966)]