3.6 لماذا لَيسَ هناك استجابَة حينَ أُصَلّي؟
أحيانًا، يبدو أنَّ الله لا يَستَجيب حينَ تُصَلّي. إلّا أنَّ الله يَستَجيبُ لِكلُّ صَلواتِكَ، حتّى ولو كانَ يَفعَلُ ذلك على طريقَتِه الخاصّة [>3.5]. أحيانًا، نَحنُ لا نُصَلّي كما يَجِب، أو نسأل الله أمورًا غير صالحة.
إذا كُنّا نَثِق بالله في كلّ أمر، يُمكِنُنا أن نُسَلِّمَ أنَّ ثَمَرَ صَلواتِنا يندرِج في مُخَطَّط الله [>1.27]. فالصَّلاة قَبلَ كلّ شيء هي تَعبيرٌ عن علاقَتِكَ الشخصيّة بالله [> 3.1]. يُمكِنُكَ بالتأكيدِ أن تَثِقَ بالله وأن تطمِئِنَّ إلى أنَّهُ يُصغي إلى صلواتِنا [>3.7].
ماذا يعني اختبارُ عدم فائدة الصَّلاة؟
لا تتوخّى الصّلاة النّجاحَ الظّاهر، بل مشيئة الله وحضورَه. وغالِبًا، في صَمتِ الله الظّاهر، تكمُنُ الدّعوة للسَّيرِ خطوَةً إضافيَّةً إلى الأمام – في استسلامٍ كُلِّيٍّ، وإيمانٍ بلا حُدود، وانتظارٍ لا حدّ له. وعلى من يُصلّي أن يتركَ لله كامل الحرّيّة ليتكلَّم متى يشاء، ويتمِّمَ ما يشاء، ويهب ذاتَه كما يشاء.
غالبًا ما نقول: لقد صلَّيتُ ولم أتلقَّ جِزءًا ممّا طَلَبت. ربّما، لأنَّنا لا نُصلّي بحرارَةٍ كافية. هذا ما سألَهُ مرَّةً "خوري آرس" لأحد إخوتِه الّذي كان يشكو من فَشَل الصَّلاة: "إنَّك صلَّيت، وتنهَّدت... لكن، هل صُمتَ وسَهِرت؟" فَنَحنُ ربَّما نسأل الله أمورًا غير صالحة. هذا ما قالته يومًا تريزيا الأڤيليّة: "لا تُصَلِّ من أجلِ حِملٍ أقلّ ثقلًا، بل صَلِّ من أجلِ ظَهرٍ أقوى". [يوكات 507]
إسألوا الروحَ القدس أن يجعَلَ حضورَهُ مَلموسًا في حياتكم. بالنّسبة لي، والدي بشكل خاص هو الذي جعلني ألتَمِسُ عَمَلَ الروح القدس في حياتي، تَحديدًا عندما كنت في عمركم. عندما كنتُ أَجِدُ نفسي أختبر صعوبات، كانَ يقترح عليَّ أن أصلّي للروح القدس؛ وقد أضاءَ لي تعليمه هذا الطريق الذي اتّبعته حتى يومنا هذا. أحَدِّثُكُم بهذا لأنكم شباب، كما كنت أنا آنذاك. أحدِّثُكُم به انطلاقًا من خبرَةِ سنواتٍ عديدَةٍ في هذه الحياة عِشتُها في أوقاتٍ صَعبَة. [البابا يوحنا بولس الثاني، عظة إلى الشّبيبة، 26 نيسان 1997]