2.41 ما كان المجمع الترِيدينتيني؟
أدّى مجمع تْرَنت (Trent) دورًا مهمًّا في جَواب الكنيسة الكاثوليكيّة على الإصلاح الخارجي الّذي انتقدها (هذا المجمع جزء من الإصلاحِ المضادّ [> 2.40]). دَعا إلى هذا المجمع [>2.22] البابا بولس الثالث سنة 1545. كُلّ القرارت الَّتي اتّخذها الأساقفة خِلاله كانت مفصليّة ولعِبَت دورًا مُهِمًّا في الكنيسة.
سلَّط مجمع تْرَنْت الضَّوء من جديد على أساسيّات الإيمان [>1.27] وشدّد عليها، وقدَّم شروحات مُفَصَّلَة عَن الأسرار السّبعة المقدّسة [>3.35] وعَن بنية الكنيسة [>2.1]. أساقفةٌ وكهنةٌ تمَّ تعيينهم للخدمة [>4.11] حيثُ دَعَت الحاجَة. لسنواتٍ عِدَّة، كان لمُقَرَّرات مَجمَع ترَنت تأثيرٌ إيجابيٌّ وفعّال جدًّا في مسار الكنيسة.
في القرن الّذي بَرَز فيه تَيّار الإصلاح، بدا وكأنَّ الكنيسة الكاثوليكية تلفظ أنفاسَها الأخيرة. هذا التيار الجديد الذي أعلن: "الآن كنيسة روما انتهَت"، بدا وكأنَّهُ مُنْتَصِر. ومع قديسين عظماء، مثل اغناطيوس لويولا وتريزا الأفيليّة وتشارلز بوروميو وغيرهم، نرى تجدُّد قيامة الكنيسة. في مجمع ترنت، اكتشَفَت الكنيسَة تحديثًا وَتَجسيدًا جَديدَينِ لإيمانها. وانتعشَت مرة جديدة لتحيا بحيويّة أكبر. دعونا نلقي نظرة على عصر التنوير، عندما قال فولتير: "أخيرًا ماتت هذه الكنيسة الكَهلة، والبشرية الآن على قيد الحياة!". وبدلاً من ذلك، ماذا حَدَث؟ تَجَدَّدَت الكنيسة. [البابا بنديكتوس السادس عشر، لقاء مع كهنة ألبانو، ٣١ آب ٢٠٠٦]