1.42 ما قصةُ الملائكة الساقِطين؟
يخبرنا الكتابُ المقدّسُ كيفَ تسبّبَ الشرُّ في وقوعِ ملاكٍ في خطيئةِ [> 1.41] ، الذي أصبحَ شيطانًا. إختارَ هذا الملاكُ معارضةَ الله بمحضٍ إرادتهِ ورفضِ محبّةِ الله. يمكنُ للشيطانِ أن يضرّ كثيرًا [> 3.18] ، لكنه يبقى مخلوقًا. لذلك ، قوتهُ ليستْ لانهائية. لا يستطيعُ أن يوقفَ مجيءَ ملكوت اللهِ.
وحدهُ اللهُ يعرفُ لماذا يسمحُ باستمرارٍ عملَ الشيطانِ الشرّيرِ ، ولماذا لا يزال الشرُ موجودًا في العالمِ [> ١.٣٤]. ومع ذلك ، فقد وُعدنا بأن الله في كلِّ شيءٍ يعملُ لخير الذّين يحبونهُ (رو 8 : 28).
رو 8: 28
و إنّنا نعلمُ أنّ جميعَ الأشياءِ تعملُ لخيرِ الذّينَ يحبّون اللهَ، أولئكِ الذّين دُعُوا بسابقِ تدبيرهِ.
ما هو سقوط الملائكة؟
المقصود بهذا التعبير هو انّ الشيطان والأبالسة الآخرين الذين يتكلّم عليهم الكتاب المقدّس والتقليد الكنسيّ، قد تحوّلوا، بعد أن كانوا ملائكة خلقهم الله صالحين، إلى أشرار، إذ إنّهم باختيارهم الحرّ والثابت، قد رفضوا الله وملكوته وأوجدوا هكذا جهنّم. وهم يحاولون حمل الإنسان على مشاركتهم في عصيانهم الله. ولكنّ الله يؤكّد في المسيح انتصاره الثابت على الشرير. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 74]
إنّ السبب الحقيقيّ لبركة الملائكة الصالحين هو أنّهم يلتصقون بالذي هو الأسمى. وإذا سألنا عن سبب بؤس الأشرار منهم، يخطر ببالنا، وهذا أمر منطقيّ، أنهّم بائسون لأنّهم تخلّوا عن الأسمى، وتحوّلوا إلى أنفسهم هم الذين ليس لديهم مثل هذا الجوهر. [القدّيس أوغسطينوس، مدينة الله، الكتاب 12، الفصل 6 (ML 41, 353)]