2.30 كيف ظهرت الكنائس الأرثوذكسية إلى الوجود؟
في القرن الرَّابع عَشَر، حَدَثَ انشقاقٌ كَبيرٌ في الامبراطوريَّة الرَّومانية الَّتي أصبَحَت جزءًا شرقيًّا وآخر غربيًّا [>2.20]. زادَتْ حِدَّة الأمور من بَعدِها عندما رَفَضَ الجزء الشَّرقي الإعتراف بِسُلطَة البابا.
سنة 1054، أصبَحَ الانشقاق نهائيًّا (Schism) بين الكنيسة الكاثوليكيَّة الرّومانيَّة في الغرب والكنائس الأورثوذكسيَّة الشّرقيَّة في الشّرق. بعض الكنائس الأرثوذكسيّة عادت إلى الشراكة مع الكنيسة الكاثوليكيّة؛ هؤلاء هم الكاثوليك الشرقيّون الذين يعترفون بالبابا. الفروقات بين الكنيسة الكاثوليكيَّة والكنائس الأورثوذكسيَّة لا تتعلَّق أبدًا بمحتوى الإيمان بل بمن يكون في موقع المسؤوليَّة.
تَمَّ تحقيق تَقَدُّمٍ مسكونيّ كبير بين الكنيسة الكاثوليكية ومُختَلَف الكنائس الأرثوذوكسية الشَّرقيّة. تَمَّ التَّوَصُّل إلى توضيحات أساسية فيما يتعلق بالخلافات الكريستولوجيَّة التقليديّة، وهذا مَكَّنَنَا من الإعتراف بإيمانٍ واحِدٍ نَشترك فيه معًا. هذا التَّقَدُّم مُشَجِّع للغاية، لأنَّه "يُرينا أنَّ الطريق المُتَّبَع هو الطريق الصَّحيح وأنَّه يمكننا أن نأمَلَ أن نكتشف معًا، بِشَكلٍ عَقلانيّ، إجاباتٍ على الأسئلة الأخرى المتنازع عليها"... نرجو أن يتم توجيه مساعينا المسكونية دائمًا إلى بناء "حضارة المحبَّة"، حضارَة قائِمَة على العدل والمصالحة والسلام. [البابا يوحنَّا بولس الثاني، خِطبَة ٢٨ كانون الأوَّل ٢٠٠٣]