2.5 ما هي الإدارة الرومانيّة Curia؟
من الناحية النظرية ، البابا هو الحاكم المطلق الذي يحكم الكنيسة ، ولكن في الممارسة العملية يتم مساعدته من قبل "وزارات" مختلفة تشكل معًا الإدارة الرومانية. تتولى أمانة الدولة [> 2.2] الشؤون الداخلية (الكنسية) والعلاقات الخارجية [>2.8]. الرهبانيات والمجالس البابوية هي المسؤولة عن مسائل معينة كإعلان قداسة أو تطويب أحد، والتعليم الكاثوليكي ، والأساقفة ، والعلمانيين.
إحدى المحاكم الثلاث هي محكمة الإستئناف في روما (الروتا)، المحكمة المركزية في الكنيسة [> 4.11]. تقوم أمانة الإقتصاد بإدارة الأنشطة الإقتصادية للكرسي الرسولي ومدينة الفاتيكان. الهدف الأساسي من كل هذه الأمانات هو مساعدة الكنيسة على شرح وإعلان الإنجيل [> 4.49] ومساعدة المؤمنين.
لماذا أنشأ المسيح هيكلية للسلطة الكنسية؟
أنشأ المسيح في الكنيسة سلطة تراتبية في سبيل رسالة رعاية شعب الله باسمه. ولذلك أعطاها السلطة. وهذه الهيكلية التراتبية تتألف من خدام مكرسين: أساقفة،وكهنة وشمامسة. بسر الكهنوت يقوم الأساقفة والكهنة بممارسة خدمتهم باسم المسيح - الرأس وبشخصه. والشمامسة يقومون بخدمة الله بالكلمة والليتورجيا والمحبة. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 179]
[CCCC 179]
كيف يتحقق التابع الجماعي للخدمة الكنسية؟
إن وحدات أعضاء السلطة الكنسية، على مثال الرسل الإثني عشر المختارين والموفدين معاً من قبل المسيح، هي في خدمة شركة جميع المؤمنين. وكل أسقف يمارس خدمته ضمن الهيئة الأسقفية، بالشركة مع البابا، وهو يضطلع معه بالإهتمام بالكنيسة جمعاء. والكهنة يمارسون خدمتهم ضمن مجموع الكهنة في الكنيسة الخاصة، بالشركة مع الأسقف وتحت سلطته. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 180]
لماذا هناك للخدمة الكنسية طابع شخصي؟
للخدمة الكنسية أيضاً طابع شخصي، لأن كل واحد، بفعل سر الكهنوت، هو مسؤول أمام المسيح الذي دعاه شخصياً وهو يكلفه برسالة ما. [مختصر التّعليم المسيحيّ للكنيسة الكاثوليكيّة 181]
لماذا ليست الكنيسة تنظيماً ديمقراطياً؟
ينص مبدأ الديمقراطية على أن كل سلطة تنبثق من الشعب. ولكن في الكنيسة كل سلطة تنبثق من المسيح. لهذا السبب لدى الكنيسة تركيبة هرمية. في الوقت عينه يعطيها المسيح هيكلية مجمعية.
يقوم العنصر الهرمي في الكنيسة على أن المسيح نفسه يعمل فيها، عندما يؤدي حاملو الوظائف المكرسون بنعمة الله دوراً معيناً لا يمكن أن يفعلوه من ذواتهم، عندما يوزعون الأسرار بالنيابة عن المسيح ويعلّمون بقوته المطلقة. ويقوم العنصر المجمعي في الكنيسة على أن المسيح ائتمن في كل ما يتعلق بالإيمان جماعة من اثني عشر رسولاً. يقود خلفاؤهم الكنيسة تحت رئاسة السلطة البطرسية. من هذا النهج المجمعي تنطلق في الكنيسة المجامع الضرورية والتي لا يستغنى عنها. كذلك فإن المجالس الكنسية الأخرى والسينودوسات وجماعة المستشارين يمكن أن تثمر ثمرًا تتعدد فيه نعم الروح المتعددة وشمولية الكنيسة في العالم. [يوكات 140]
[هاتان] علامتان مميزتان للمسؤولين في الكوريا الرومانية، و تحديدا للرؤساء ، واللتان أود التأكيد عليهما: الإحترافية والخدمة. أعني بالإحتراف الكفاءة والدراسة والمواكبة... أما السمة المميزة الثانية فهي الخدمة: الخدمة التي يقوم بها البابا والأساقفة والكنيسة الجامعة والكنائس الخاصة. في الكوريا الرومانية، يتعلم المرء، بطريقة خاصة، "أو بالأحرى يتنفس" - هذا هو الطابع المزدوج للكنيسة ، هذا هو التفاعل بين العام والخاص. [البابا فرنسيس، إلى الكوريا الرومانية، 21 كانون الأول 2013 ]
