1.6 هل يمكنني التعرّف على الله في الطبيعة وفي العالم؟
إذا نظرتَ إلى عالمِ الطبيعةِ ترى كيفَ انَّ كلَّ شيءٍ متطابقٍ بصورة جميلةٍ. ألا يبدو مستبعدًا أنّ كل هذا جاءَ إلى الوجود عن طريق الصدفة؟ باختصارٍ، لا تكتملُ نظرية من هذه النظرياتِ، دونَ ان تأخذَ على عاتقها وجودَ عقلٍ او خالقٍ وراء هذه البدايات. هذا ما ندعوه الله [>1.1].
كَفنَّانٍ أو نَحَّاتٍ أو رَسَّام، يَكشِف الله شَيئًا عَن ذاته في الطَّبيعة، تَحديدًا، يَكشِفُ حقيقةَ أنَّهُ موجود وأنَّه خَلَق الكون (وهذا ما نَدعوهُ الوحي الطَّبيعي [>1.11]). خُلاصَة الإيمان المسيحي في هذا الموضوع أنَّ الله خَلَقَ العالم حُبًّا بالإنسان [> 1.2].
← إقرأ المزيدَ في الكتابِ [أطلبه في اللّغة العربيّة]
كيف يمكن أن نعرف الله من خِلال نور العقل البشري فقط؟
انطلاقًا من الخليقة، أي من العالم والشخص البشري، يستطيع الإنسان بعقله وحده، أن يعرف الله معرفة يقين، مبدأ وغاية للكون، وخيرًا أسمى وحقيقة وجمالًا لامتناهيًا. [مختصر التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيَّة 3]
هل يمكن أن ندرِك حقيقة وجود مِن خلال عقلنا؟
نعم. العقل البشري يمكن أن يعرف الله معرفةَ يقين.
لا يمكن للعالم أن يكونَ له جوهر وهدف في ذاته. في كلّ ما هو موجود، هناك أكثر مِمَّا يراه المرء. فالنِّظام والجمال وتطوُّر العالم يشيرون إلى شيء يتخطَّانا فيُوَجِّهون أنظارَنا إلى الله. كلُّ إنسان منفتح على ما هو حقّ وخير وجمال يسمع في داخله صوت الضَّمير الذي يَحُضُّه على الخير، ويُنذِرُهُ من الشَّر. فمن امتَلَكَ حكمة هذا المسار، يجد الله. [يوكات 4]
ما يقوله آباء الكنيسة
عِلمًا بأنَّ الله هو خالِق هذا الكون، صانِع كُلّ ما نراهُ في السَّموات وعلى الأرض وما يُحيطُ بِنا، هُوَ مَعروفٌ منذُ قِدَمِ الأيَّامٍ مِن قِبَلِ جميعِ الأمم، حَتَّى قبلَ أن يَتِمَّ تَلقينَهُم الإيمانَ بيسوع. [القديس أوغسطينوس، مِن تأمُّلاته عَن إنجيل يوحنَّا، العظة 106: 4 (ML 35, 1910)]